قال الرئيس محمد مرسي إن الديمقراطية وتداول السلطة والمشاركة في إدارة شؤون البلاد، من أهم الأهداف المشتركة بين الشعبين المصري والتونسي، مشيرًا إلى التوافق بين حكومتي الشعبين في تحقيق الاستقرار والتنمية.
وأكد مرسي، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده ونظيره التونسي منصف المرزوقي بقصر الاتحادية: نحن متوافقون ومتفقون على المصلحة العليا للشعبين، وهي أيضًا متوافقة، فأهداف الشعبين المشتركة هي الاستقرار والتنمية والحرية كما ينبغي لها أن تكون.
وأضاف أن من بين الأهداف الديمقراطية وتداول السلطة والمشاركة في إدارة شؤون البلاد، موضحًا أن هناك خطوات جادة حدثت في تونس، ونحن الآن بعد الانتخابات نسعى لاتخاذ خطوات لتحقيق ذلك.
وشدد على أن ما بين مصر وتونس هو سعي لأن تكون العلاقات متميزة في البرامج المشتركة والسياحة والثقافة والهم العربي العام، مؤكدًا أن مصر وتونس متفقتان في دعم سوريا حتى يكتمل استردادها لحريتها، وقال: نحن مع الشعب السوري في كفاحه، وكذلك ضد التدخل العسكري الأجنبي في سوريا. ويجب أن نتخذ خطوات لحقن دماء الشعب السوري.
كما أشار إلى دعم البلدين للقضية الفلسطينية والمصالحة الوطنية، وحق الفلسطينيين في الحرية، وأعرب مرسي عن تطلعه لزيارة تونس في أقرب وقت وفرصة، مؤكدًا أنه لا يرى ممانعة للتكامل والتعاون المثمر الحقيقي بين الشعوب والدول العربية مع الحفاظ على استقلالية الشؤون الداخلية لكل دولة.
وحول تصريحاته عن أن السعودية هي راعية مشروع أهل السنة والجماعة وأن مصر تحميه، وعن كونها إشارة لعدم التقارب مع إيران، قال مرسي: لم أقصد على الإطلاق التوجه بأي فعل سلبي ضد أي أحد آخر، لكن قصدت ما بين الدولتين من علاقات وهو ليس بجديد، لكن أؤكد على ما هو قائم.
وعن الملف الفلسطيني، أكد: أعلنا قبل ذلك أننا نقف على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية، وهم يقررون فيما بينهم علاقاتهم، وحق تقرير مصيرهم بأيديهم، وحق إقامة دولتهم المستقلة بأيديهم، ونحن نساعدهم وندعمهم فقط.
وقال إنه لا يرى ممانعة في أن يكون هناك تعاون مثمر حقيقي بين الدول العربية مع احتفاظ كل دولة بسيادتها، لافتا إلى أن مصر وتونس تقفان على مسافة واحدة من أبناء الشعب الفلسطيني وسيظلان مستمرين في دعم القضية الفلسطينية، مؤكدًا قدرة الدولتين على حماية الأمن القومي العربي.
واختتم مرسي بالتأكيد على أن «وجود ليبيا في الصورة شكلا وموضوعا هو أحد عوامل تقوية علاقات تونس ومصر، معلّقا بقوله ليبيا في القلب.
من جانبه، أكد الرئيس التونسي منصف المرزوقي أن العهد الذي كانت البلدان، مصر وتونس، تديران فيه ظهريهما لبعضهما قد انتهى، موضحًا أن ما يجمعنا في الماضي كان عميقًا والآن أصبح أعمق وأعمق.
وأضاف خلال المؤتمر الصحفي أن «الحدود التي فرقتنا ستسقط رويدًا رويدًا، وسنذهب إلى مزيد من التكامل، والحواجز بين القلوب والعقول سقطت نهائيًا، معقّبا بقوله: لقد وجدنا طريقنا إليكم وننتظر أن تجدوا طريقكم إلينا.
وشدد المرزوقي على أن هناك توافقًا كليًا بين رؤية تونس ومصر في كل القضايا السياسية، معتبرًا أن حق الشعب السوري في تقرير مصيره لا نقاش فيها، كما أكد أن هناك توافقًا بين الرؤيتين المصرية والتونسية فيما يخص القضيتين السورية والفلسطينية، معلّقا بقوله: سنسعى لأن نسهم بقدر كبير في دفع المصالحة الوطنية بين الإخوة الفلسطينيين
وقال المرزوقي: نتطلع لصفحة جديدة للعلاقات بين مصر وتونس، وسنبحث كل الملفات التي تكرس دعم العلاقات بين البلدين قبل زيارة مرسي لتونس.
في ختام اللقاء وجه الرئيس التونسي المروزقي الدعوة للرئيس مرسي لزيارة تونس، فيما رحب الرئيس مرسي بذلك، مؤكدًا أنه سيلبي الدعوة في أقرب فرصة.
وأضاف المرزوقي: على الصعيد التقني هناك ملفات واتفاقيات تراكم عليها الغبار، وسنفتح صفحات جديدة، ونبدأ في تصور هذه المعاهدات التى تفتح صفحات جديدة بين تونس ومصر، مشددًا على أهمية أن يتواصل المجتمع المدني المصري والتونسي، لأن الثورة ثورة شعوب، وهم من سيصنعون التواصل.
واختتم: نحن في انطلاقة للعلاقات التي بقيت لسنوات جامدة وروتينية وليس بها حرارة، الآن عادت الحرارة إلى الخط، وسنبدأ في الإجراءات الإيجابية التي ستكون في صالح الشعبين المصري والتونسي.