
التقى الرئيس الدكتور محمد مرسي خلال زيارته للصين- الجالية المصرية هناك، بحضور وفد رجال الأعمال المرافقين له في الزيارة.
وعرض الرئيس مرسي- خلال اللقاء- جميع القضايا الداخلية والخارجية، واستمع إلى شكاوى عدد من أعضاء الجالية وآرائهم ومقترحاتهم حول التنمية في مصر، لدفع عجلة التنمية بالبلاد.
وقال سيادته خلال لقائه الجالية المصرية في بكين-: إن مصر تمر حاليًّا بمرحلة مركبة وليست معقدة فقط، تستلزم من الجميع العمل والتضحية في سبيل الوطن، وأضاف: أننا جميعًا حريصون على الوطن، وننظر إلى المستقبل بعقول واعية، لافتًا إلى أن مصر مرَّت بعد ثورة 25 بمرحلة انتقالية وآن الأوان أن نتجاوز هذه المرحلة، مؤكدًا أنه سيسعى جاهدًا لمحو كلمتين من القاموس المصري هما (التصادم والخيانة).
وأضاف: أن تعدد الآراء لا يعني التصادم والخيانة شيء منفر تهدم النفوس قبل الأبنية، وعلى الجميع أن يعي أن المصلحة العليا فوق كل اعتبار، داعيًّا أبناء الجاليات المصرية ورجال الأعمال في الخارج إلى التعاون من أجل مصر ونقل مدخراتهم إلى داخلها، وأن يطمئنوا عليها كونها مصونة بالقانون وليست برؤية شخص.
كما دعا الرئيس القادرين إلى التبرع لدعم الاقتصاد المصري في هذه المرحلة، لأن الاستقرار والتنمية يستمتع به كل الأبناء في الداخل والخارج وقال: نحن أولى بأنفسنا لبعضنا، فالمصلحة أن نكون يدًا واحدة أمةً وشعبًا ووطنًا ودولةً.
وقال: إننا لا نريد أن ترسم صورة ذهنية مشوهة عن مصر لدى العالم، واليوم لدينا نهضة من مرحلة الجمود والركود، فإذا ما هممنا معًا قصر الوقت، وأنا أرى خيرًا كثيرًا في هذا الشعب، مؤكدًا أنه يُقدِّر دور القوات المسلحة.
وأضاف: أن قواتنا المسلحة بخير وفي غاية الاستقرار وهي تقوم بدورها في الحملة التي نقودها للقضاء على بؤر الإجرام في سيناء، مشيرًا إلى أن مصر لن تقبل التدخل من أحد في شئونها الداخلية في كل قطعة على أرضها، وإذا ثبت لدينا أن ما يحدث بيد أحد من الخارج سنتعامل معه بمنتهى القوة والحزم.
وأوضح الرئيس أن مصر لا تسعى لفتح أبواب خارجية على حساب إغلاق أبواب أخرى، وقال: إن المهم فتح الأبواب في كل الاتجاهات للتواصل مع كل دول العالم، وقال: إن مصر لا تهدد أحدًا ولا تصدر الثورة لأحد، ولا تتدخل في شئون أحد، لكنها مع إرادة الشعوب دون التدخل في مسيرتها أو في شئونها الداخلية.
وقال الرئيس: إن مصر تعد بوابة إفريقيا وقلب العالم العربي والإسلامي ومصر رائدة ومستقرة ومشروعها هو مشروع أهل السنة والجماعة فلا خوفَ على مصر من أفكار خارجية، والحديث عن الإرهاب مضيعة للوقت فلا يوجد إرهاب الآن وما يوجد هو صور إجرامية.
واستنكر الرئيس، وصف الجماعات التي نفذت العمليات الإجرامية في سيناء بـ"المجاهدين"، قائلا: هؤلاء مجرمون، أما أبناء القوات المسلحة الذين يدافعون عن الوطن فهم المجاهدون الحقيقيون.
وقال: يجب أن نعرف أن منفذي هذه العمليات مجرمون، وإنما المجاهدون هم أبناء القوات المسلحة، والتوصل إلى مرتكبي الحادث يحتاج إلى بعض الوقت؛ نظرًا لوجود هذه العناصر داخل التجمعات السكنية، مؤكدًا أنه لن يأخذ بريء بذنب مخطئ والعملية قد تطول لبعض الوقت، ولكن الأثر السلبي يتناقص.
وأشار الرئيس إلى أن مصر رصدت مليار جنيه لتطوير سيناء كمرحلة أولى على أن تتضمن الخطة توفير 20 مليار جنيه خلال الخمس سنوات القادمة لتطوير سيناء، خاصةً أنها أرض واعدة في الثورة التعدينية وصناعة السياحة وغيرها من الآفاق الاقتصادية.
ونوَّه الرئيس إلى أنه حريصٌ على تداول السلطة، وأن الوطن في حالة استقرار أكثر من ذي قبل وعلى أبناء الوطن أن يبنوا وطنًا جديدًا حديثًا، ولا يظن أحد أنه يستطيع أن يفرض إرادته على المصريين، خاصةً بعد أن أصبح الجميع يعرف مصلحة البلاد ويعرف من يتصيد الأخطاء، وقال: ليس بيننا وبين أحد عداوة ونحن نحب الخير للجميع ونحب مصلحتنا ما لم تتعارض مع مصالح الآخرين ومصلحة مصر.
وأكد الرئيس أن نقل السلطة التشريعية لرئيس الجمهورية جاء بهدف الحفاظ عليها مع الوعد بعدم الاستخدام السلبي لها، وأن تستخدم في أضيق الحدود وبعد التشاور مع المعنيين، وخاصةً الهيئات القضائية، مشيرًا إلى أن الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور تمضي بخطى سريعة في وضع الدستور، مؤكدًا أنه يحترم أحكام القضاء فيما يخص البرلمان حتى يطمئن الجميع إلى حجية الأحكام القضائية وتمضي الأمور بسلام.
وأكد الرئيس أن الحكومة تولي اهتمامًا خاصًّا بالقطاع الخاص المصري، والذي يعمل به 17 مليون مواطن في حين يعمل بالقطاع الحكومي 6 ملايين مصري، مؤكدًا أن البنك المركزي المصري حالته مستقرة ولن تتغير قيمة الجنيه المصري.
وفيما يتعلق بالقرض المصري من صندوق النقد الدولي أكد الرئيس أن القرض ليس قرضًا ربويًّا؛ لأن معدل خدمة الدين لا يتجاوز 1.1%، وهذا المعدل من خدمة الدين لا يعد ربويًّا، وليست هناك وصاية من صندوق النقد الدولي على مصر مقابل القرض، لافتًا إلى أن طلب الاطلاع على الخطة الخاصة بالميزانية باستخدام القرض يخص فقط استخدام القرض وليس كل الميزانية، وأننا لن نقبل أن يُكبِّل أحدٌ أيدينا.