
قال الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، في كلمة ألقاها قبل قليل أمام قصر الاتحادية، إنه وهب نفسه لإعلاء الحرية في مصر، وإنه يقف على مسافة واحدة من مؤيديه ومعارضيه، قبل أن يصف المعارضين بأنه قلة فقط وليسوا أكثرية، مؤكدا أنه جاء إلى الرئاسة بانتخابات نزيهة شهد عليها العالم كله. وتابع أن الله هو الذي يحرس مصر، خاتما حديثه بكلمات وجهها إلى أسر شهداء حادث قطار أسيوط وثوار سوريا والفلسطينيين في قطاع غزة.
واستهل الرئيس حديثه قائلا إن "هذه ثورة عظيمة وقف فيها كل المصريين على قلب رجل واحد ضد نظام مستبد فاسد ظالم. الحمد لله الذي وفَّق أبناء مصر جميعا إلى هذه المسيرة وإلى هذا الطريق نحو الحرية والديمقراطية والعدل والعدالة الاجتماعية".
وتابع مخاطبا المجتمعين أمامه: "أنا معكم، ولكني أيضا مع كل أبناء مصر في نفس الوقت، أنا مع من يؤيدون ومع من يعارضون، أنا لكم جميعا ولا يمكن أن أنحاز أبدا ضد أحد من أبناء مصر.. إنما وهبت نفسي لكي تعلو قيمة الحرية".
وتابع مرسي مخاطبا المصريين جميعا: "أروا العالم كيف تعبر مصر بإرادتكم جميعا أينما كنتم في الميادين والشوارع والطرقات. هنا أمام المكتب الذي أمارس منه مهامي أردت أن أخرج إليكم، ولكني في ذات الوقت أنظر إلى الآخرين وأريد أن أكون أيضا معهم لكي تعلو مصر فوق كل اعتبار.
أبدأ معكم ومن خلالكم كلمة من قلبي إلى أهلي.. إلى الشعب المصري كله".
وأكد الرئيس أن الوطن يعلو فوق كل الأشخاص، وأن الله قدَّر له أن يكون راعيا لخطوات الثورة التي تمضي إلى الأمام ولا تنظر إلى الخلف ولا أسفل الأقدام، مضيفا: "أنا معكم بانتخابات حرة شهدها العالم، أبرزت في كل مكان أن المصريين جميعهم يدعمونني إلى الأمام". وأوضح أن "هذه الثورة كانت تقودها أهدافها، وحققنا بعض الأهداف وسوف نحققها جميعا".
ووجه الرئيس كلمته إلى المعارضين، مؤكدا أنه يريد أن تكون هناك معارضة حقيقية قوية في مصر، وأنه يحفظ لإخوانه المعارضين كل الحقوق لكي يمارسوا دورهم كما ينبغي، مبررا قراراته بالمحافظة على الوطن والشعب والثورة في المقام الأول.
وأضاف أن "هذا الوطن لنا جميعا.. إنه سفينة النجاة لأبنائه، وبإرادة هذا الشعب أصبحت قائدا للسفينة. يوجد من يعاني ويوجد من يريد الخير، وهذا الوطن الكبير يسعنا جميعا"، متابعا: "نمضي إلى الأمام لكننا جميعا نعلم هذه المرحلة جيدا".
وأضاف: "كنت أتمنى وما زلت ألا تُحَلُّ المجالس النيابية المنتخبة، ولكن تم حل مجلس الشعب وعلينا أن نجري انتخابات أخرى، لذا لا يمكن أن أسعى إلى امتلاك السلطة التشريعية. أريد أن يكون لدينا دستور نحترمه جميعا ومجلس منتخب جديد".
وأكد الرئيس على أنه "لابد من محاسبة الجميع"، مضيفا: "أرجو أن تنقلوا عني إلى كل أبناء مصر في كل مكان، ويعلم الله، أنني لايمكن أن أظلم أحدا أو أصبر على التجاوزات"، متابعا أمام الآلاف من مؤيديه: "لا يمكن أن أستخدم التشريع ضد أفراد أو أحزاب أو مسلمين أو مسيحيين لتصفية الحسابات، فهذه بضاعة رخيصة لا يمكن أن أتعامل بها".
وأوضح أن "من يريد أن يضيع الفرص على الشعب المصري سأقف له بالمرصاد. إني أحمل كل الاحترام للجميع"، متابعا أن "أعداءنا خارج مصر نعلمهم جيدا".
واستكمل الرئيس: "إني أرى خيرا كبيرا في المستقبل، الله هو الذي يحرس البلد وسينصركم جميعا، وهو الذي حقق أهداف ثورتنا لصالح هذا البلد.. للمؤيدين والمعارضين.. للأغلبية والأقلية.. للأغنياء والفقراء".
ووجه حديثه إلى رجال الأعمال، الذين أكد أنهم بخير ويعملون جيدا من أجل مصر، مشددا على أنه "لابد من استعادة حقوق المصريين.. الدستور الجديد يؤكد استعادة حقوق المصريين".
وقال الرئيس محمد مرسي متحدثا عن شهداء قطار أسيوط: "ندعو لهم بالمغفرة والرحمة"، مضيفا أنه "لا يوجد ما يعوض الأبناء بالأموال، لكن في إطار التواصل والتكافل تم صرف مبالغ لهم من جهات عديدة".
وتوجَّه سيادته بحديثه إلى السوريين، مؤكدا تضامن الشعب المصري معهم لأن "سوريا في قلب كل مصري"، ثم تحوَّل بالحديث إلى غزة، قائلا: "أبناء غزة يحبون أرضهم ويتخذون قرارهم، ونحن نؤيدهم ونقف معهم في مسيرة أمس لكي يحصلوا على كل حقوقهم، كما رأيتم وكما سيكون".